لم تحظي سيناء بأي نشاط بشري يمكن التعويل عليه في صد اي هجمات مستقبلية تأتي من جهة الشرق ، وكذلك لم تستثمر ثروات سيناء بالشكل الكامل لكي تأتي لمصر بثلث الدخل القومي كما أشار السيد الدكتور عصام شر ف في خطبته الاخيرة في سيناء ، فالمطلوب من علماءنا ان يبينوا للشباب الاماكن التي يمكن بناء مدن بها والتخطيط المطلوب لهذه المدن والنشاط الاقتصادي المقترح لكل مدينه ودعوة الشباب الي الهجرة الي سيناء متزامنا مع دعوة المستثمرين للأستثمار في هذه المناطق المزمع اقامة مدن بها .
وتبدأ العملية برحلات شبابية للتعرف علي هذه النقاط وكل شاب يأتي بخيمته مثلا او يمكن للجيش ان يعير الشباب خيام للاقامه المؤقته ويمكن كذلك للجيش ان يقوم بعملية تنظيم هذه الرحلات واستخدام وسائل النقل لديه لعمل ذلك الامر ، وذلك حدث مرة في السبعينيات في قوافل زيارة الجبهه حيث نظم الجيش رحلات لشباب الجامعات الي الجبهه والي مدرسة الصاعقة لكي يتعرف الشباب علي الامكانيات المتاحة للجيش المصري وكم المتاعب والصعاب التي يواجهها سواء في التدريب أثناء السلم او في المعركه اثناء القتال .
وقد كنت أحد هؤلاء الشباب المتوقدين حماسا لكي نقوم بتحرير سيناء ، وأشتركت في رحلة الي مدرسة الصاعقة وطلبوا مننا بعد الترحيب الأشتراك مع أخواننا جنود الصاعقة في تدريباتهم ولقد كانت تدريبات قاتله حيث يتوجب علي الجندي الزحف داخل قناه محاطة بلهيب نيراني ثم يخرج من هذه القناه ليغطس في بحيرة بها حيوانات نتنه ومن فوقه سلك شائك ويتم اطلاق رصاص حي فوق الرأس حتي لايتمكن احد من رفع رأسه من هذه المياه النتنه ، ثم قمت بزيارة الجبهه وجاء مكاني في كتيبة مدافع مضادة للطائرات وفجأة سمعت صوت عنيف لطائرة فانتوم ولدهشتني الشديدة وجدت كل الجنود يفرون الي الخنادق ويتركون المدافع ودفعني الحماس الي لبس خوزتي والجلوس علي المدفع استعدادا لأطلاقه علي هذه الطائرة المغيرة ولكن لدهشتي الشديده أيضا انهم كانوا ينادون علي ويلحون في النداء بأن أنزل معهم الي الخندق وكنت أعتقد انه عمل جبان ان انزل معهم ولما افهموني الموضوع وقالوا لي ان هذا الصوت يسمع علي مسافة اربعين كيلو متر وان اي محاولة لي لاطلاق المدافع المضاده للطائرات فسوف تكشف مكان الموقع وتقوم الطائرة بأطلاق صاروخ من علي هذا البعد فتدمر الموقع بالكامل وعندها أدركت مدي جهلي وان الموضوع ليس حماسا فقط بل هو علم واستعداد ايضا .
ومن هنا ادعو قائد الجيش المصري للاهتمام بهذا الامر لأستغلال حماس الشباب في عمل بناء يسير متوازيا مع متطلبات تعمير سيناء بطريقة منظمة ليس فيها أحراج للجيش في هذه الفترة العصيبة مثل ما يدعوا البعض اليه من زحف مقدس لتحرير القدس فلم يحن الآوان بعد لهذا الزحف المقدس حيث يجب بناء دولتنا من جديد علي أسس قوية لكي يهابها كل من يفكر في الاعتداء عليها والله الموفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق